قضايا و حوادث إلى رجالات الافريقي: بترت ساقي فمن لي ولعائلتي؟
من لا يعرف «نهرو» (اسم نادر وأكبر الظنّ انّ من سمّاه كان معجبا بجواهر لال نهرو).
..هو شخص ذو شعبيّة ساحقة في سيدي فتح الله وحتى المناطق المجاورة، وعلى نصيب وافر من الظرف وخفّة الرّوح، وإلى ذلك فنهرو معروف بعشقه اللامحدود للنادي الافريقي وكم كانت له من ملاسنات ومشاكسات مع أحبّاء الجمعيات الأخرى خاصّة أنصار الترجي..
«نهرو» صاحب أسرة قوامها أربعة أفراد (زوجة وثلاثة أبناء) كان ينهض باكرا جدا صيفا وشتاء فيركب درّاجته النارية ليتوجّه إلى سوق الجملة بنعسان، ومن هناك يجلب كميّة معلومة من الأسماك يروّجها في قريته مراعيا القدرةالشرائيّة للفقراء وضعفاء الحال أي «الزواولة».. كان بيع الأسماك هو مورد الرزق الوحيد لعائلة نهرو، وكم قاسى الرّجل وعانى من أجل تأمينه حتى لا يضطر للاستجداء والسؤال..
ومنذ أشهر قيلة أصيب نهرو بجرح في قدمه، ولمّا كان مصابا بمرض السكري، فقد كان التعفّن كافيا لبتر جزء من الرجل، وبين عشيّة وضحاها صار المحبّ رقم1 للأحمر والأبيض يتنقّل في كرسيّ متحرّك، ولعلّ أكبر عزائه ما يجده من أصدقائه من مؤازرة معنوية تخفّف عنه محنته..
ولعلّ أكثر ما يؤلم نهرو وعائلته، أنّهم بقعوده المفاجئ، لم يعد لهم من أين يرتزقون والثابت أنّ سياط الخصاصة والعوز ستجلدهم بكلّ قسوة وشراسة، وفضلا عن ذلك فنهرو بلا تغطية اجتماعيّة..
إنّ وفاء نهرو للافريقي يدفعنا الىتحسيس كلّ رجالات الافريقي من الأب الرّوحي للجمعية سي حمّادي بوصبيع الي الرئيس الحالي سي سليم الرياحي إلى سي صالح المناعي، بوضعيّته حتى يعينوه على ضمان القوت اليومي لأسرة لا سند لها سواه..
كما يهيب نهرو بوزارة الشؤون الاجتماعيّة حتى تهبّ لمساعدته بالشكل الذي ترتئيه حتى لا تجد عائلته نفسها في مهبّ الضياع..
نجيب الخويلدي